[ ص: 153 ] ذكر
استيلاء أبي علي على الري
في هذه السنة سار
أبو علي من
نيسابور إلى
نوح ، وهو
بمرو ، فاجتمع به فأعاده إلى
نيسابور ، وأمره بقصد
الري ، وأمده بجيش كثير ، فعاد إلى
نيسابور ، وسار منها إلى
الري في جمادى الآخرة ، وبها
ركن الدولة ، فلما علم
ركن الدولة بكثرة جموعه ، سار عن
الري واستولى
أبو علي عليها وعلى سائر أعمال الجبال ، وأنفذ نوابه إلى الأعمال ، وذلك في شهر رمضان من هذه السنة .
ثم إن
الأمير نوحا سار من
مرو إلى
نيسابور ، فوصل إليها في رجب ، وأقام بها خمسين يوما ، فوضع ( أعداء
أبي ) علي جماعة من الغوغاء والعامة ، فاجتمعوا واستغاثوا عليه ، وشكوا سوء سيرته وسيرة نوابه ، فاستعمل
الأمير نوح على
نيسابور إبراهيم بن سيمجور وعاد عنها ( إلى
بخارى في رمضان ، وكان مرادهم بذلك أن يقطعوا طمع
أبي علي عن
خراسان ) ليقيم
بالري وبلاد الجبل ، فاستوحش
أبو علي لذلك ، فإنه كان يعتقد أنه يحسن إليه بسبب فتح
الري وتلك الأعمال ، فلما عزل شق ذلك عليه ، ووجه أخاه
أبا العباس الفضل بن محمد إلى كور الجبال ، وولاه
همذان ، وجعله خليفة على من معه من العساكر ، فقصد
الفضل نهاوند والدينور وغيرهما واستولى عليها ، واستأمن إليه رؤساء
الأكراد من تلك الناحية ، وأنفذوا رهائنهم .