ذكر
فتح طبرمين من صقلية
وفي هذه السنة سارت جيوش المسلمين
بصقلية ، وأميرهم
أحمد ( بن الحسن بن علي بن ) أبي الحسين إلى قلعة
طبرمين من
صقلية أيضا ، وهي بيد
الروم ، فحصروها ، وهي من أمنع الحصون وأشدها على المسلمين ، فامتنع أهلها ، ودام الحصار عليهم ، فلما رأى المسلمون ذلك ، عمدوا إلى الماء الذي يدخلها فقطعوه عنها ، وأجروه إلى مكان آخر ، فعظم الأمر عليهم ، وطلبوا الأمان ، فلم يجابوا إليه ، فعادوا وطلبوا أن يؤمنوا على دمائهم ، ويكونوا رقيقا للمسلمين ، وأموالهم فيئا ، فأجيبوا إلى ذلك ، وأخرجوا من البلد ، وملكه المسلمون في ذي القعدة .
وكانت مدة الحصار سبعة أشهر ونصفا ، وأسكنت القلعة نفرا من المسلمين ، وسميت
المعزية ، نسبة إلى
المعز العلوي صاحب
إفريقية ، وسار جيش إلى
رمطة ( مع
الحسن بن عمار ) ، فحصروها وضيقوا عليها ، فكان ما نذكره سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة .