[ ص: 578 ] يوم طخفة
وهو
لبني يربوع على عساكر
النعمان بن المنذر .
قال
أبو عبيدة : وكان سبب هذه الحرب أن الردافة ، وهي بمنزلة الوزارة ، وكان الرديف يجلس عن يمين الملك ، كانت
لبني يربوع من
تميم يتوارثونها صغيرا عن كبير . فلما كان أيام
النعمان ، وقيل أيام ابنه
المنذر ، سألها
حاجب بن زرارة الدارمي التميمي النعمان أن يجعلها
للحارث بن بيبة بن قرط بن سفيان بن مجاشع الدارمي التميمي ، فقال
النعمان لبني يربوع في هذا ، وطلب منهم أن يجيبوا إلى ذلك ، فامتنعوا ، وكان منزلهم أسفل
طخفة ، فحيث امتنعوا من ذلك بعث إليهم
النعمان قابوس ابنه
وحسانا أخاه ابني المنذر ،
قابوس على الناس ،
وحسان على المقدمة ، وضم إليهما جيشا كثيفا ، منهم الصنائع والوضائع وناس من
تميم وغيرهم ، فساروا حتى أتوا
طخفة فالتقوا هم
ويربوع واقتتلوا ، وصبرت
يربوع وانهزم
قابوس ومن معه ، وضرب
طارق أبو عميرة فرس
قابوس فعقره وأسره ، وأراد أن يجز ناصيته ، فقال : إن الملوك لا تجز نواصيها ، فأرسله . وأما
حسان فأسره
بشر بن عمرو بن جوين فمن عليه وأرسله . فعاد المنهزمون إلى
النعمان ، وكان
شهاب بن قيس بن كياس اليربوعي عند الملك ، فقال له : يا
شهاب أدرك ابني وأخي ، فإن أدركتهما حيين
فلبني يربوع حكمهم وأرد عليهم رفادتهم ، وأترك لهم من قتلوا وما غنموا ، وأعطيهم ألفي بعير . فسار
شهاب فوجدهما حيين فأطلقهما ، ووفى الملك
لبني يربوع بما قال ، ولم يعرض لهم في رفادتهم .
وقال
مالك بن نويرة :
ونحن عقرنا مهر قابوس بعدما رأى القوم منه الموت والخيل تلحب عليه دلاص ذات نسج وسيفه
جراز من الهندي أبيض مقضب
[ ص: 579 ] طلبنا بها إنا مداريك نيلها إذا
طلب الشأو البعيد المغرب