ذكر
عود بني حمدان إلى الموصل
في هذه السنة ملك أبو طاهر إبراهيم وأبو عبد الله الحسين ابنا ناصر الدولة بن حمدان
الموصل .
وسبب ذلك أنهما كانا في خدمة
شرف الدولة ببغداذ ، فلما توفي وملك
بهاء الدولة استأذنا في الإصعاد إلى
الموصل ، فأذن لهما ، فأصعدا ، ثم علم القواد الغلط في ذلك ، فكتب
بهاء الدولة إلى
خواشاذه ، وهو يتولى
الموصل ، يأمره بدفعهما عنها ، فأرسل إليهما
خواشاذه يأمرهما بالعود عنه ، فأعادا جوابا جميلا ، وجدا في السير حتى نزلا بالدير الأعلى بظاهر
الموصل .
[ ص: 431 ] وثار أهل
الموصل بالديلم والأتراك ، فنهبوهم ، وخرجوا إلى بني حمدان ، وخرج
الديلم إلى قتالهم ، فهزمهم المواصلة
وبنو حمدان ، وقتل منهم خلق كثير ، واعتصم الباقون بدار الإمارة ، وعزم أهل
الموصل على قتلهم والاستراحة منهم ، فمنعهم
بنو حمدان عن ذلك ، وسيروا
خواشاذه ومن معه إلى
بغداذ ، وأقاموا
بالموصل ، وكثر العرب عندهم .