ذكر
عود الأهواز إلى بهاء الدولة
في هذه السنة ملك
بهاء الدولة الأهواز .
وكان سببه أنه أنفذ عسكرا إليها عدتهم سبعمائة رجل وقدم عليهم
nindex.php?page=showalam&ids=16251طغان التركي ، فلما بلغوا
السوس رحل عنها أصحاب
صمصام الدولة ، فدخلها عسكر
بهاء الدولة ، وانتشروا في أعمال
خوزستان ، وكان أكثرهم من
الترك ، فعلت كلمتهم على
الديلم ، وتوجه
صمصام الدولة إلى
الأهواز ومعه عسكر
الديلم وتميم وأسد ، فلما بلغ
تستر رحل ليلا ليكبس
الأتراك من عسكر
بهاء الدولة ، فضل الأدلاء في الطريق ، فأصبح على بعد منهم ، ورأتهم طلائع
الأتراك ، فعادوا بالخبر ، فحذروا ، واجتمعوا ، واصطفوا ، وجعل مقدمهم ، واسمه
طغان ، كمينا ، فلما التقوا واقتتلوا خرج الكمين
[ ص: 464 ] على
الديلم ، فكانت الهزيمة ، وانهزم
صمصام الدولة ومن معه من
الديلم ، وكانوا ألوفا كثيرة ، واستأمن منهم أكثر من ألفي رجل ، وغنم
الأتراك من أثقالهم شيئا كثيرا .
وضرب
طغان للمستأمنة خيما يسكنونها ، فلما نزلوا اجتمع
الأتراك وتشاوروا وقالوا : هؤلاء أكثر من عدتنا ، ونحن نخاف أن يثوروا بنا ، واستقر رأيهم على قتلهم ، فلم يشعر
الديلم إلا وقد ألقيت الخيام عليهم ، ووقع
الأتراك فيهم بالعمد حتى أتوا عليهم فقتلوا كلهم .
وورد الخبر على
بهاء الدولة ، وهو
بواسط ، قد اقترض مالا من
مهذب الدولة ، فلما سمع ذلك سار إلى
الأهواز ، وكان
طغان والأتراك قد ملكوها قبل وصوله إليها .
وأما
صمصام الدولة فإنه لبس السواد وسار إلى
شيراز فدخلها ، فغيرت والدته ما عليه من السواد ، وأقام يتجهز للعود إلى أخيه
بهاء الدولة بخوزستان .