ذكر
قتل جماعة من خفاجة
لما ( فتح ) الملك
فخر الدولة دير العاقول أتاه
سلطان ،
وعلوان ،
ورجب ، أولاد
ثمال الخفاجي ، ومعهم أعيان عشائرهم ، وضمنوا حماية سقي
الفرات ، ودفع
عقيل عنها ، وساروا معه إلى
بغداذ ، فأكرمهم وخلع عليهم ، وأمرهم بالمسير مع
ذي السعادتين الحسن بن منصور إلى
الأنبار ، فساروا ، فلما صاروا بنواحي
الأنبار أفسدوا
[ ص: 585 ] وعاثوا ، فقبض
ذو السعادتين على نفر منهم ، ثم أطلقهم واستحلفهم على الطاعة ، والكف عن الأذى ، فأشار كاتب نصراني من أهل
دقوقا على
سلطان بن ثمال بالقبض على
ذي السعادتين ، وأن يظهر أن
عقيلا قد أغاروا ، فإذا خرج عسكر
ذي السعادتين انفرد به فأخذه . فوصل إلى
ذي السعادتين الخبر .
ثم إن سلطانا أرسل إليه يقول له إن
عقيلا قد قاربوا
الأنبار ، ويطلب منه إنفاذ العسكر ، فقال
ذو السعادتين : أنا أركب وآخذ العساكر ثم دافعه إلى أن فات وقت السير ، فانتقض على سلطان ما دبره ، فأرسل يقول : قد أخذت جماعة من
عقيل ، ثم إن
ذا السعادتين صنع طعاما كثيرا ، وحضر عنده سلطان وكاتبه النصراني وجماعة من أعيان خفاجة ، فأمر أصحابه بقتل كثير منهم ، وقبض على سلطان وكاتبه وجماعته ، ونهب بيوتهم وما فيها ، وحبس سلطانا ومن معه
ببغداذ ، حتى شفع فيهم
أبو الحسن بن مزيد ، وبذل مالا عنهم فأطلقوا . وذكر
ابن نباتة وغيره هذه الحادثة .