ذكر
الفتنة بين الأتراك والأكراد بهمذان
في هذه السنة زاد شغب
الأتراك بهمذان على صاحبهم
شمس الدولة بن فخر الدولة ، وكان قد تقدم ذلك منهم غير مرة ، وهو يحلم عنهم بل يعجز ، فقوي طمعهم
[ ص: 664 ] فزادوا في التوثب والشغب ، وأرادوا إخراج القواد القوهية من عنده ، فلم يجبهم إلى ذلك ، فعزموا على الإيقاع بهم بغير أمره ، فاعتزل
الأكراد مع وزيره
تاج الملك أبي نصر بن بهرام إلى
قلعة برجين ، فسار
الأتراك إليهم فحصروهم ، ولم يلتفتوا إلى
شمس الدولة فكتب الوزير إلى
أبي جعفر بن كاكويه صاحب
أصبهان ، يستنجده ، وعين له ليلة يكون قدوم العساكر إليه فيها بغتة ، ليخرج هو أيضا تلك الليلة ليكبسوا
الأتراك . ( ففعل
أبو ) جعفر ذلك ، وسير ألفي فارس ، وضبطوا الطرق لئلا يسبقهم الخبر ، وكبسوا
الأتراك سحرا على غفلة ، ونزل الوزير والقوهية من القلعة ، فوضعوا فيهم السيف ، فأكثروا القتل ، وأخذوا المال ، ومن سلم من
الأتراك نجا فقيرا .
وفعل
شمس الدولة بمن عنده في
همذان كذلك ، وأخرجهم ، فمضى ثلاثمائة منهم إلى
كرمان ، وخدموا
أبا الفوارس بن بهاء الدولة صاحبها .