ذكر
إصعاد الأثير إلى الموصل والحرب الواقعة بين بني عقيل
في هذه السنة أصعد
الأثير عنبر إلى
الموصل من
بغداذ .
وكان سببه أن
الأثير كان حاكما في الدولة البويهية ، ماضي الحكم ، نافذ الأمر ، والجند من أطوع الناس له ، وأسمعهم لقوله . فلما كان الآن زال ذلك ، وخالفه الجند ، فزالت طاعته عنهم ، فلم يلتفتوا إليه ، فخافهم على نفسه ، فسار إلى
قرواش ، فندم الجند على ذلك ، وسألوه أن يعود فلم يفعل وأصعد إلى
الموصل مع
قرواش فأخذ ملكه وإقطاعه
بالعراق .
ثم إن
نجدة الدولة بن قراد ورافع بن الحسين جمعا جمعا كثيرا من
عقيل ، وانضم إليهم
بدران أخو
قرواش وساروا يريدون حرب
قرواش ، وكان
قرواش لما سمع خبرهم قد اجتمع هو
وغريب بن مقن ،
والأثير عنبر ، وأتاه مدد من
ابن مروان فاجتمع في ثلاثة عشر ألف مقاتل فالتقوا عند بلد واقتتلوا ، وثبت بعضهم لبعض ، وكثر القتل ، ففعل
ثروان بن قراد فعلا جميلا ، وذاك أنه قصد
غريبا في وسط المصاف واعتنقه وصالحه ، وفعل
أبو الفضل بدران بن المقلد بأخيه
قرواش كذلك ، فاصطلح الجميع ، وأعاد
قرواش إلى أخيه
بدران مدينة
نصيبين .