صفحة جزء
ذكر وفاة الظاهر وولاية ابنه المستنصر

في هذه السنة في منتصف شعبان ، توفي الظاهر لإعزاز دين الله أبو الحسن علي بن أبي علي المنصور الحاكم الخليفة العلوي ، بمصر ، وكان عمره ثلاثا وثلاثين سنة ، وكانت خلافته خمس عشرة سنة وتسعة أشهر وسبعة عشر يوما ، وكان له مصر ، والشام ، والخطبة له بإفريقية ، وكان جميل السيرة ، حسن السياسة ، منصفا للرعية ، إلا أنه مشتغل بلذاته محب للدعة والراحة ، قد فوض الأمور إلى وزيره أبي القاسم علي بن أحمد الجرجرائي ; لمعرفته بكفايته وأمانته .

ولما مات ولي بعده ابنه أبو تميم معد ، ولقب المستنصر بالله ، ومولده بالقاهرة سنة عشر وأربعمائة ، وفي أيامه كانت قصة البساسيري ، وخطب له ببغداذ سنة خمسين وأربعمائة .

وكان الحاكم في دولته بدر بن عبد الله الجمالي الملقب بالأفضل ، أمير الجيوش ، وكان عادلا ، حسن السيرة .

وفي سنة تسع وسبعين [ وأربعمائة ] وصل الحسن بن الصباح الإسماعيلي في زي تاجر إلى المستنصر بالله ، وخاطبه في إقامته الدعوة له بخراسان وبلاد العجم فأذن له في ذلك ، فعاد ودعا إليه سرا ، وقال للمستنصر : من إمامي بعد ؟ فقال : ابني نزار . والإسماعيلية يعتقدون إمامة نزار ، وسيرد كيف صرف الأمر عنه سنة سبع وثمانين [ وأربعمائة ] إن شاء الله تعالى .

التالي السابق


الخدمات العلمية