[ ص: 46 ] ذكر
أخبار الروم والقسطنطينية
في هذه السنة في صفر أيضا ورد إلى
القسطنطينية عدد كثير من الروس في البحر ، وراسلوا
قسطنطين ملك الروم بما لم تجر به عادتهم ، فاجتمعت الروم على حربهم ، وكان بعضهم قد فارق المراكب إلى البر ، وبعضهم فيها ، فألقى الروم في مراكبهم النار ، فلم يهتدوا إلى إطفائها ، فهلك كثير منهم بالحرق والغرق ، وأما الذين على البر فقاتلوا وأبلوا ، وصبروا ثم انهزموا ، فلم يكن لهم ملجأ ، فمن استسلم أولا استرق وسلم ، ومن امتنع حتى أخذ قهرا قطع الروم أيمانهم ، وطيف بهم في البلد ، ولم يسلم منهم إلا اليسير مع ابن ملك الروسية ، وكفي الروم شرهم .