ذكر
تفويض الأمور إلى نظام الملك .
ثم إن عسكر
ملكشاه بسطوا ومدوا أيديهم في أموال الرعية ، وقالوا : ما يمنع السلطان أن يعطينا الأموال إلا
نظام الملك فنال الرعية أذى شديد فذكر ذلك
نظام الملك للسلطان ، فبين له ما في هذا الفعل من الوهن ، وخراب البلاد وذهاب السياسة ، فقال له : افعل في هذا ما تراه مصلحة ! فقال له
نظام الملك : ما يمكنني أن أفعل إلا بأمرك .
[ ص: 237 ] فقال السلطان : قد رددت الأموال كلها كبيرها وصغيرها إليك ، فأنت الوالد ، وحلف له ، وأقطعه إقطاعا زائدا على ما كان ، من جملته
طوس مدينة
نظام الملك ، وخلع عليه ، ولقبه ألقابا من جملتها :
أتابك ، ومعناه الأمير الوالد ، فظهر في كفايته ، وشجاعته ، وحسن سيرته ما هو مشهور ، فمن ذلك أن امرأة ضعيفة استغاثت به ، فوقف يكلمها وتكلمه ، فدفعها بعض حجابه ، فأنكر ذلك عليه وقال : إنما استخدمتك لأمثال هذه ، فإن الأمراء والأعيان لا حاجة بهم إليك ، ثم صرفه عن حجابته .