ذكر
قتل أبي المحاسن بن أبي الرضا .
في هذه السنة ، ( في شوال ) ، قتل سيد الرؤساء
أبو المحاسن بن كمال الملك أبي الرضا ، وكان قد قرب من
nindex.php?page=showalam&ids=17148السلطان ملكشاه قربا عظيما ، وكان أبوه يكتب الطغراء
[ ص: 288 ] فقال
أبو المحاسن للسلطان : سلم إلي
نظام الملك وأصحابه ، وأنا أسلم إليك منهم ألف ألف دينار ، فإنهم يأكلون الأموال ، ويقتطعون الأعمال ، وعظم عنده ذخائرهم .
فبلغ ذلك
نظام الملك ، فعمل سماطا عظيما ، وأقام عليه مماليكه ، وهم ألوف من
الأتراك ، وأقام خيلهم وسلاحهم على حيالهم ، فلما حضر
السلطان قال له : إنني قد خدمتك ، وخدمت أباك وجدك ، ولي حق خدمة ، وقد بلغك أخذي لعشر أموالك ، وصدق هذا ، أنا آخذه وأصرفه إلى هؤلاء الغلمان الذين جمعتهم لك ، وأصرفه أيضا إلى الصدقات ، والصلات ، والوقوف التي أعظم ذكرها وشكرها وأجرها لك ، وأموالي وجميع ما أملكه بين يديك ، وأنا أقنع بمرقعة وزاوية . فأمر
السلطان بالقبض على
أبي المحاسن وأن تسمل عيناه ، وأنفذه إلى
قلعة ساوة .
وسمع أبوه
كمال الملك الخبر ، فاستجار بدار
نظام الملك ، فسلم ، وبذل مائتي ألف دينار وعزل عن
الطغراء ، ورتب مكانه
nindex.php?page=showalam&ids=13604مؤيد الملك بن نظام الملك .