ذكر عدة حوادث .
في هذه السنة ، في المحرم ،
جرى بين أهل الكرخ وأهل باب البصرة فتنة قتل فيها جماعة ، من جملتهم
القاضي أبو الحسن ابن القاضي أبي الحسين بن الغريق الهاشمي ، الخطيب ، أصابه سهم فمات منه ، ولما قتل تولى ابنه
الشريف أبو تمام ما كان إليه من الخطابة ، وكان
العميد كمال الملك الدهستاني ببغداذ ، فسار بخيله ورجله إلى
القنطرة العتيقة وأعان
أهل الكرخ ، ثم جرت بينهم فتنة ثانية في شوال منها ، فأعان الحجاج على
أهل الكرخ فانهزموا ، وبلغ الناس إلى درب اللؤلؤ ، وكاد
أهل الكرخ يهلكون ، فخرج
أبو الحسن بن برغوث العلوي إلى مقدم الأحداث من السنة ، فسأله العفو ، فعاد عنهم ورد الناس .
( وفيها زاد الماء
بدجلة تاسع عشر حزيران ، وجاء المطر يومين
ببغداد ) وفيها ، في ربيع الأول ، أرسل
العميد كمال الملك إلى
الأنبار ، فتسلمها من
بني عقيل ، وخرجت من أيديهم .
وفيها ، في ربيع الآخر ، فرغت المنارة بجامع القصر وأذن فيها .
وفيها ، في جمادى الأولى ، ورد الشريف
nindex.php?page=showalam&ids=14284أبو القاسم علي بن أبي يعلى الحسني الدبوسي إلى
بغداذ في تجمل عظيم ، لم ير مثله لفقيه ، ورتب مدرسا بالنظامية بعد
nindex.php?page=showalam&ids=15158أبي سعد المتولي .
[ ص: 313 ] فيها أمر
السلطان أن يزاد في إقطاع وكلاء
الخليفة نهر برزى من طريق
خراسان ، وعشرة آلاف دينار من معاملة
بغداذ .
وفيها أقطع
السلطان ملكشاه محمد بن شرف الدولة مسلم مدينة
الرحبة وأعمالها ،
وحران ،
وسروج ،
والرقة ،
والخابور ، وزوجه بأخته
زليخا خاتون ، فتسلم البلاد جميعها ما عدا
حران ، فإن
محمد بن الشاطر امتنع من تسليمها ، فلما وصل
السلطان إلى
الشام نزل عنها
ابن الشاطر ، فسلمها
السلطان إلى
محمد .
وفيها وقع
ببغداذ صاعقتان ، فكسرت إحداهما أسطوانتين ، وأحرقت قطنا في صناديق ، ولم تحترق الصناديق ، وقتلت الثانية رجلا .
وفيها كانت زلازل
بالعراق ،
والجزيرة ،
والشام ، وكثير من البلاد ، فخربت كثيرا من البلاد ، وفارق الناس مساكنهم إلى الصحراء ، فلما سكنت عادوا .
وفيها عزل
فخر الدولة بن جهير عن
ديار بكر ، وسلمها
السلطان إلى
العميد أبي علي البلخي ، وجعله عاملا عليها .
وفيها أسقط اسم
الخليفة المصري من الحرمين الشريفين ، وذكر اسم
الخليفة nindex.php?page=showalam&ids=15298المقتدي بأمر الله .
وفيها أسقط
السلطان المكوس والاجتيازات
بالعراق .
[ ص: 314 ] وفيها حصر
nindex.php?page=showalam&ids=12969تميم بن المعز بن باديس ، صاحب
إفريقية ، مدينتي
قابس وسفاقس في وقت واحد ، وفرق عليهما العساكر .
[ الوفيات ]
وفيها ، في ربيع الأول ،
توفي nindex.php?page=showalam&ids=15160أبو الحسن بن فضال المجاشعي ، النحوي ، المقرئ .
وفي ربيع الآخر توفي شيخ الشيوخ
nindex.php?page=showalam&ids=15149أبو سعد الصوفي ، النيسابوري ، وهو الذي تولى بناء الرباط
بنهر المعلى ، وبنى وقوفه ، وهو رباط شيخ الشيوخ الآن ، وبنى وقوف
المدرسة النظامية ، وكان عالي الهمة ، كثير التعصب لمن يلتجئ إليه ، وجدد تربة
nindex.php?page=showalam&ids=17117معروف الكرخي بعد أن احترقت ، وكانت له منزلة كبيرة عند
السلطان ، وكان يقال : نحمد الله الذي أخرج رأس
أبي سعد من مرقعة ولو أخرجه من قباء لهلكنا .
وفيها توفي
nindex.php?page=showalam&ids=13951أبو علي ( علي ) بن أحمد التستري البصري ، وكان خيرا ، حافظا للقرآن ، ذا مال كثير ، وهو آخر من روى سنن
nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود السجستاني عن
أبي عمر الهاشمي .
وفيها توفي
الشريف أبو نصر الزينبي ، العباسي ، نقيب الهاشميين ، وهو محدث مشهور عالي الإسناد .