ذكر عدة حوادث
في هذه السنة ، في ربيع الآخر ، رأى بعض اليهود بالغرب رؤيا أنهم سيطيرون ، فأخبر اليهود بذلك ، فوهبوا أموالهم وذخائرهم ، وجعلوا ينتظرون الطيران ، فلم يطيروا ، وصاروا ضحكة بين الأمم .
وفي هذه الشهر كانت بالشام زلازل كثيرة متتابعة يطول مكثها ، إلا أنه لم يكن الهدم كثيرا .
[ ص: 385 ] وفيها كانت الفتنة بين أهل نهر طابق وأهل باب الأرجا ، فاحترقت نهر طابق ، وصارت تلولا ، فلما احترقت عبر يمن ، صاحب الشرطة ، فقتل رجلا مستورا ، فنفر الناس منه ، وعزل في اليوم الثالث .
وفيها توفي محمد بن أبي هاشم الحسيني ، أمير مكة ، وقد جاوز سبعين سنة ، ولم يكن له ما يمدح به ، وكان قد نهب بعض الحجاج سنة ست وثمانين وأربعمائة وقتل منهم خلقا كثيرا .
وفيها ، في ربيع الأول ، قتل السلطان بركيارق عمه تكش وغرقه ، وقتل ولده معه ، وكان ملكشاه قد أخذه ، لما خرج عليه ، وكحله ، وحبسه بقلعة تكريت ، فلما ملك بركيارق أحضره إليه ببغداذ ، وسار بمسيره ، فظفر بملطفات إليه من أخيه تتش يحثه على اللحاق به ، وقيل إنه أراد المسير إلى بلخ لأن أهلها كانوا يريدونه ، فقتله ، فلما غرق بقي بسر من رأى ، فحمل إلى بغداذ ، فدفن عند قبر أبي حنيفة .
وفيها ، في جمادى الآخرة ، كانت وقعة بين الأمير أنر وتورانشاه ، ابن قاورت بك ، وكانت تركان خاتون الجلالية ، والدة محمود بن ملكشاه ، قد أرسلته في عسكر ليأخذ بلاد فارس من تورانشاه ، ولم يحسن الأمير أنر تدبير بلاد فارس ، فاستوحش منه الأجناد ، واجتمعوا مع تورانشاه ، وهزموا أنر ، ومات تورانشاه ، بعد الكسرة ( بشهر من سهم ) أصابه فيها .
وفيها استولى أصبهبذ بن ساوتكين على مكة ، حرسها الله ، عنوة ، وهرب منها الأمير قاسم بن أبي هاشم العلوي صاحبها ، وأقام بها إلى شوال ، وجمع الأمير قاسم ، [ ص: 386 ] وكبسه بعسفان ، وجرى بينهما حرب في شوال من هذه السنة ، فانهزم أصبهبذ ، ودخل قاسم إلى مكة ، ومضى أصبهبذ إلى الشام ، وقدم إلى بغداذ .
وفيها في رجب ، أحرق شحنة بغداذ ، وهو أيتكين ، جب باب البصرة ، وسبب ذلك أن النقيب طرادا الزينبي كان له كاتب يعرف بابن سنان ، فقتل ، فأنفذ النقيب إلى الشحنة يستدعي منه من يقيم السياسة ، فأنفذ حاجبه محمدا ، فرجمه أهل باب البصرة ، وأدموه ، فرجع إلى صاحبه فشكا إليه منهم ، فأمر أخاه بقصدهم ، ومعاقبتهم على فعلهم ، فسار إليهم في جماعة كثيرة ، وتبعهم أهل الكرخ ، فأحرقوا ونهبوا ، فأرسل الخليفة إلى الشحنة يأمره بالكف عنهم فكف .
[ الوفيات ]
وفيها في رمضان ، توفيت تركان خاتون الجلالية بأصبهان ، وهي ابنة طفغاج خان ، وهو من نسل إفراسياب التركي ، وكانت قد برزت من أصبهان لتسير إلى nindex.php?page=showalam&ids=15591تاج الدولة تتش لتتصل به ، فمرضت وعادت وماتت ، وأوصت إلى الأمير أنر وإلى الأمير سرمز شحنة أصبهان بحفظ المملكة على ابنها محمود ، ولم يكن بقي بيدها سوى قصبة أصبهان ، ومعها عشرة آلاف فارس أتراك .
وفيها في ذي القعدة ، توفي أبو الحسن بن الموصلايا ، كاتب ديوان الزمام ببغداذ .
التالي
السابق