[ ص: 389 ] ذكر
قتل أحمد خان صاحب سمرقند في هذه السنة ، في المحرم ، قتل
أحمد خان ، صاحب
سمرقند ، وكان قد كرهه عسكره واتهموه بفساد الاعتقاد ، وقالوا : هو زنديق .
وكان سبب ذلك أن السلطان
ملكشاه ، لما فتح
سمرقند وأسر
أحمد خان هذا ، قد وكل به جماعة من
الديلم ، فحسنوا له معتقدهم ، وأخرجوه إلى الإباحة ، فلما عاد إلى
سمرقند كان يظهر منه أشياء تدل على انحلاله من الدين ، فلما كرهه أصحابه ، وعزموا على قتله ، قالوا لمستحفظ
قلعة كاسان ، وهو
طغرل ينال بك ، ليظهر العصيان ليسير
أحمد خان معهم من
سمرقند إلى قتاله ، فيتمكنوا من قتله ، فعصى
طغرل ينال بك ، فسار
أحمد خان والعسكر إلى قتاله ، فلما نازل القلعة تمكن العسكر منه ، وقبضوا عليه ، وعادوا إلى
سمرقند ، وأحضروا القضاة والفقهاء ، وأقاموا خصوما ادعوا عليه الزندقة ، فجحد ، فشهد عليه جماعة بذلك ، فأفتى الفقهاء بقتله ، فخنقوه ، وأجلسوا ابن عمه
مسعودا مكانه وأطاعوه .