[ ص: 502 ] 498
ثم دخلت سنة ثمان وتسعين وأربعمائة
ذكر
وفاة nindex.php?page=showalam&ids=15525السلطان بركيارق
في هذه السنة ، ثاني شهر ربيع الآخر ، توفي
السلطان بركيارق بن ملكشاه ، وكان قد مرض
بأصبهان بالسل ، والبواسير ، فسار منها في محفة طالبا
بغداذ ، فلما وصل إلى
بروجرد ضعف عن الحركة ، فأقام بها أربعين يوما ، فاشتد مرضه ، فلما أيس من نفسه خلع على ولده
ملكشاه ، وعمره حينئذ أربع سنين وثمانية أشهر ، وخلع على
الأمير إياز ، وأحضر جماعة من الأمراء ، وأعلمهم أنه قد جعل ابنه ولي عهده في السلطنة ، وجعل
الأمير إياز أتابكه ، وأمرهم بالطاعة لهما ، ومساعدتهما على حفظ السلطنة لولده ، والذب عنها ، فأجابوا كلهم بالسمع والطاعة لهما ، وبذل النفوس والأموال في حفظ ولده وسلطنته عليه ، واستحلفهم على ذلك ، فحلفوا ، وأمرهم بالمسير إلى
بغداذ ، فساروا ، فلما كانوا على اثني عشر فرسخا من
بروجرد وصلهم خبر وفاته ، وكان
بركيارق قد تخلف على عزم العود إلى
أصبهان فعاجلته منيته .
فلما سمع
الأمير إياز بموته أمر وزيره
الخطير المبيذي وغيره بأن يسيروا مع تابوته إلى
أصبهان ، فحمل إليها ، ودفن في تربة جددتها له سريته ، ثم ماتت بعد أيام ، فدفنت بإزائه ، وأحضر إياز السرادقات ، والخيام ، والجتر ، والشمسة ، وجميع ما يحتاج إليه السلطان ، فجعله برسم ولده
ملكشاه .