ذكر
وقعة أخرى مع الفرنج
في هذه السنة سار
جوسلين ، صاحب
تل باشر ، في جمع من
الفرنج نحو مائتي فارس ، من طبرية ، فكبس طائفة من
طي يعرفون
ببني خالد ، فأخذهم ، وأخذ غنائمهم ، وسألهم عن بقية قومهم من
بني ربيعة ، فأخبروه أنهم من وراء الحزن ،
بوادي السلالة ، بين
دمشق وطبرية ، فقدم
جوسلين مائة وخمسين فارسا من أصحابه ، وسار هو في
[ ص: 644 ] خمسين فارسا على طريق آخر وواعدهم الصبح ليكبسوا
بني ربيعة ، فوصلهم الخبر بذلك ، فأرادوا الرحيل ، فمنعهم أمير من
بني ربيعة ، وكانوا في مائة وخمسين فارسا ، فوصلهم المائة وخمسون من
الفرنج ، معتقدين أن
جوسلين قد سبقهم ، أو سيدركهم ، فضل الطريق ، وتساوت العدتان ، فاقتتلوا ، وطعنت العرب خيولهم ، فجعلوا أكثرهم رجالة ، وظهر من أميرهم شجاعة ، وحسن تدبير ، وجودة رأي ، فقتل من
الفرنج سبعون ، وأسر اثنا عشر من مقدميهم ، بذل كل واحد منهم في فداء نفسه مالا جزيلا وعدة من الأسرى .
وأما
جوسلين فإنه ضل في الطريق ، وبلغه خبر الوقعة ، فسار إلى
طرابلس ، فجمع بها جمعا ، وأسرى إلى
عسقلان ، فأغار على بلدها ، فهزمه المسلمون هناك ، فعاد مفلولا .