ذكر
ملك عماد الدين زنكي مدينة حماة
في هذه السنة ملك
nindex.php?page=showalam&ids=13664عماد الدين زنكي بن آقسنقر صاحب
الموصل مدينة حماة .
[ ص: 19 ] وسبب ذلك أنه عبر
الفرات إلى
الشام ، وأظهر أنه يريد جهاد
الفرنج ، وأرسل إلى
تاج الملوك بوري بن طغتكين صاحب
دمشق يستنجده ، ويطلب منه المعونة على جهادهم ، فأجاب إلى المراد ، وأرسل من أخذ له العهود والمواثيق ، فلما وصلت التوثقة جرد عسكرا من
دمشق مع جماعة من الأمراء ، وأرسل إلى ابنه
سونج وهو
بمدينة حماة ، يأمره بالنزول إلى العسكر والمسير معهم إلى
زنكي ، فساروا جميعهم فوصلوا إليه ، فأكرمهم ، وأحسن لقاءهم ، وتركهم أياما .
ثم إنه غدر بهم ، فقبض على
سونج ولد
تاج الملوك وعلى جماعة الأمراء المقدمين ، ونهب خيامهم وما فيها من الكراع ، واعتقلهم
بحلب ، وهرب من سواهم ، وسار من يومه إلى
حماة ، فوصل إليها وهي خالية من الجند الحماة الذابين ، فملكها واستولى عليها ، ورحل عنها إلى
حمص ، وكان صاحبها
قرجان بن قراجة معه في عسكره ، وهو الذي أشار عليه بالغدر بولد
تاج الملوك ، فقبض عليه ، ونزل على
حمص وحصرها ، وطلب من
قرجان صاحبها أن يأمر نوابه وولده الذين فيها بتسليمها ، فأرسل إليهم بالتسليم ، فلم يقبلوا منه ولا التفتوا إلى قوله ، فأقام عليها محاصرا لها ، ومقاتلا لمن فيها مدة طويلة ، فلم يقدر على ملكها ، فرحل عنها عائدا إلى
الموصل ، واستصحب معه
سونج بن تاج الملوك ومن معه من الأمراء
الدمشقيين .
وترددت الرسل في إطلاقهم بينه وبين
تاج الملوك ، واستقر الأمر على خمسين ألف دينار ، فأجاب
تاج الملوك إلى ذلك ، ولم ينتظم بينهم أمر .