[ ص: 40 ] ذكر
الحرب بين السلطان طغرل والملك داود
في هذه السنة في رمضان كانت الحرب بين
الملك طغرل ، وبين ابن أخيه
الملك داود بن محمود ، وكان سببها أن
السلطان سنجر أجلس
الملك طغرل في السلطنة - كما ذكرناه - وعاد إلى
خراسان ; لأنه بلغه أن صاحب ما وراء النهر
أحمد خان قد عصى عليه ، فبادر إلى العود لتلافي ذلك الخرق ، فلما عاد إلى
خراسان عصى
الملك داود على عمه
طغرل وخالفه ، وجمع العساكر
بأذربيجان وبلاد كنجة ، وسار إلى
همذان ، فنزل مستهل رمضان عند قرية يقال لها :
وهمان بقرب
همذان .
وخرج إليه
طغرل ، وعبأ كل واحد منهما أصحابه ميمنة وميسرة ، وكان على ميمنة
السلطان طغرل ابن برسق ، وعلى ميسرته قزل ، وعلى مقدمته
قراسنقر ، وكان على ميمنة
داود يرنقش الزكوي ولم يقاتل ، فلما رأى
التركمان ذلك نهبوا خيمه وبركه جميعه ، ووقع الخلف في عسكر
داود ، فلما رأى أتابكه
آقسنقر الأحمديلي ذلك ولى هربا ، وتبعه الناس في الهزيمة ، وقبض
طغرل على
يرنقش الزكوي وعلى جماعة من الأمراء .
وأما
الملك داود فإنه لما انهزم بقي متحيرا إلى أوائل ذي القعدة ، فقدم
بغداذ ومعه أتابكه
آقسنقر الأحمديلي ، فأكرمه الخليفة ، وأنزله بدار السلطان ، وكان
الملك مسعود بكنجة ، فلما سمع بانهزام
الملك داود توجه نحو
بغداذ على ما نذكره إن شاء الله تعالى .