ذكر عدة حوادث
في هذه السنة عزل السلطان مسعود وزيره شرف الدين أنوشروان بن خالد ، وعاد إلى بغداد ، وأقام بداره معزولا ، ووزر بعده
كمال الدين أبو البركات بن سلمة الدركزيني ، وهو من
خراسان .
[ ص: 80 ] وفيها ثار
العيارون ببغداد عند اجتماع العساكر بها ، وقتلوا في البلد ، ونهبوا الأموال ظاهرا ، وكثر الشر ، فقصد الشحنة
شارع دار الرقيق ، وطلب
العيارين ، فثار عليه أهل المحال الغربية ، فقاتلهم ، وأحرق الشارع ، فاحترق فيه خلق كثير ، ونقل الناس أموالهم إلى الحريم الطاهري ، فدخله الشحنة ، ونهب منه مالا كثيرا .
ثم وقعت الفتنة
ببغداد بين أهل
باب الأزج وبين أهل
المأمونية ، وقتل بينهم جماعة ثم اصطلحوا .
وفيها سار
قراسنقر في عساكر كثيرة في طلب
الملك داود ابن
السلطان محمود ، فأقام
السلطان مسعود ببغداد ، ولم يزل
قراسنقر يطلب
داود حتى أدركه عند
مراغة ، فالتقيا وتصافا ، واقتتل العسكران قتالا عظيما ، فانهزم
داود ، وأقام
قراسنقر بأذربيجان ، وأما
داود فإنه قصد
خوزستان فاجتمع عليه هناك عساكر كثيرة من
التركمان وغيرهم ، بلغت عدتهم نحو عشرة آلاف فارس ، فقصد تستر وحاصرها ، وكان عمه
الملك سلجوقشاه ابن
السلطان محمد بواسط ، فأرسل إلى أخيه
السلطان مسعود يستنجده ، فأمده بالعساكر ، فسار إلى
داود وهو يحاصر تستر ، فتصافا ، فانهزم
سلجوقشاه .
[ الوفيات ]
وفيها
توفي nindex.php?page=showalam&ids=12573محمد بن حمويه أبو عبد الله الجويني ، وهو من مشايخ الصوفية المشهورين ، وله كرامات كثيرة ورواية الحديث .
وتوفي أيضا
محمد بن عبد الله بن أحمد بن حبيب العامري الصوفي مصنف شرح
الشهاب ، وأنشد لما حضره الموت :
[ ص: 81 ] ها قد مددت يدي إليك فردها بالفضل لا بشماتة الأعداء
وتوفي أيضا
nindex.php?page=showalam&ids=14897أبو عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد الفراوي الصاعدي ، راوي صحيح
مسلم بن عبد الغافر الفارسي ، وطريقه اليوم أعلى الطرق ، وإليه الرحلة من الشرق والغرب ، وكان فقيها مناظرا ظريفا ، يخدم الغرباء بنفسه ، وكان يقال :
الفراوي ألف راو ، رحمه الله ورضي عنه .