[ ص: 89 ] ( 532 )
ثم دخلت سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة
ذكر
ملك أتابك زنكي حمص وغيرها من أعمال دمشق
وفي هذه السنة في المحرم وصل
أتابك زنكي إلى
حماة ، وسار منها إلى
بقاع بعلبك ، فملك
حصن المجدل وكان لصاحب
دمشق ، وراسله مستحفظ
بانياس وأطاعه وهو أيضا لصاحب
دمشق ، وسار إلى
حمص فحصرها وأدام قتالها ، فلما نازل ملك
الروم حلب رحل عنها إلى
سلمية ، فلما انجلت حادثة
الروم على ما ذكرناه عاود منازلة
حمص ، وأرسل إلى
شهاب الدين صاحب
دمشق يخطب إليه أمه ليتزوجها ، واسمها
زمرد خاتون ابنة
جاولي ، وهي التي قتلت ابنها
شمس الملوك ، وهي التي بنت المدرسة بظاهر
دمشق المطلة على
وادي شقرا ونهر بردى ، فتزوجها وتسلم
حمص مع قلعتها .
وحملت
الخاتون إليه في رمضان ، وإنما حمله على التزوج بها ما رأى من تحكمها في
دمشق ، فظن أنه يملك البلد بالاتصال بها ، فلما تزوجها خاب أمله ، ولم يحصل على شيء فأعرض عنها .