قالت : فوالله ما برح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مجلسه حتى جاءه الوحي ، فسجي بثوبه ، فأما أنا فوالله ما فزعت ولا باليت ، قد عرفت أني بريئة ، وأن الله غير ظالمي ، وأما أبواي فما سري عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى ظننت لتخرجن أنفسهما فرقا من أن يحقق الله ما قال الناس .
قالت : ثم سري عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإنه ليتحدر عنه مثل الجمان ، فجعل يمسح العرق عن جبينه ويقول : أبشري يا عائشة ، فقد أنزل الله براءتك . فقلت : بحمد الله ! ثم خرج إلى الناس فخطبهم ، وذكر لهم ما أنزل الله في من القرآن ، ثم أمر nindex.php?page=showalam&ids=7927بمسطح بن أثاثة ، nindex.php?page=showalam&ids=144وحسان بن ثابت ، وحمنة بنت جحش ، وكانوا ممن أفصح بالفاحشة ، فضربوا حدهم ، وحلف أبو بكر لا ينفق على مسطح أبدا ، فأنزل الله : ولا يأتل أولو الفضل منكم الآية ، فقال أبو بكر : إني أحب أن يغفر الله لي ، ورجع إلى مسطح نفقته . ثم إن nindex.php?page=showalam&ids=4262صفوان بن المعطل اعترض nindex.php?page=showalam&ids=144حسان بن ثابت بالسيف فضربه ، ثم قال :
تلق ذباب السيف عني فإنني غلام إذا هوجيت لست بشاعر
فوثب nindex.php?page=showalam&ids=215ثابت بن قيس بن شماس فجمع يديه إلى عنقه ، وانطلق به إلى الحارث بن الخزرج ، فلقيه nindex.php?page=showalam&ids=82عبد الله بن رواحة فقال : ما هذا ؟ فقال : ضرب حسان وما أراه إلا قتله . فقال عبد الله : هل علم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشيء مما صنعت ؟ قال : لا والله ، قال : لقد اجترأت ، أطلق الرجل . فأطلقه ، فذكر ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدعا حسان nindex.php?page=showalam&ids=4262وصفوان بن المعطل ، فقال صفوان : هجاني يا رسول الله وآذاني ، فضربته . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لحسان : أحسن يا حسان . قال : هي لك يا رسول الله ، فأعطاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عوضا منها بيرحاء - وهي قصر بني حديلة ، بالحاء المهملة - وأعطاه شيرين - أمة قبطية ، وهي أخت مارية أم إبراهيم ابن رسول الله - فولدت له ابنه عبد الرحمن ، وكان صفوان حصورا [ ص: 82 ] لا يأتي النساء ، ثم قتل بعد ذلك شهيدا .