ذكر
قصد الإسماعيلية خراسان والظفر بهم
في هذه السنة في ربيع الآخر ، اجتمع كثير من
الإسماعيلية من
قهستان ، بلغت عدتهم سبعة آلاف رجل ما بين فارس وراجل ، وساروا يريدون
خراسان لاشتغال عساكرها
بالغز ، وقصدوا أعمال خواف وما يجاورها ، فلقيهم الأمير
فرخشاه بن محمود الكاساني في جماعة من حشمه وأصحابه ، فعلم أنه لا طاقة له بهم ، فتركهم وسار عنهم ، وأرسل إلى الأمير
محمد بن أنر ، وهو من أكابر أمراء
خراسان وأشجعهم ، يعرفه الحال ، وطلب منه المسير إليهم بعسكره ومن قدر عليهم من الأمراء ليجتمعوا عليهم ويقاتلوهم .
فسار
محمد بن أنر في جماعة من الأمراء وكثير من العسكر ، واجتمعوا هم
وفرخشاه ، وواقعوا
الإسماعيلية وقاتلوهم ، وطالت الحرب بينهم ، ثم نصر الله المسلمين وانهزم
الإسماعيلية ، وكثر القتل فيهم ، وأخذهم السيف من كل مكان ، وهلك أعيانهم وساداتهم : بعضهم قتل ، وبعضهم أسر ، ولم يسلم منهم إلا القليل الشريد ، وخلت قلاعهم وحصونهم من حام ومانع ، فلولا اشتغال العساكر
بالغز لكانوا
[ ص: 219 ] ملكوها بغير تعب ولا مشقة ، وأراحوا المسلمين منهم ، ولكن لله أمر هو بالغه .