ذكر
الحرب بين شاه مازندران ويغمرخان
لما قصد
يغمرخان الغز وتوسل إليهم لينصروه على إيثاق لظنه أنه هو الذي حسن
للخوارزمية قصده ، أجابوه إلى ذلك ، وساروا معه على طريق
نسا وأبيورد ، ووصلوا إلى
الأمير إيثاق فلم يجد لنفسه بهم قوة ، فاستنجد
شاه مازندران ، فجاءه ومعه من
الأكراد والديلم والأتراك والتركمان الذين يسكنون نواحي
أبسكون جمع كثير ، فاقتتلوا ودامت الحرب بينهم ، وانهزم
الأتراك الغزية والبرزية من
شاه مازندران خمس مرات ويعودون .
وكان على ميمنة
شاه مازندران الأمير إيثاق ، فحملت
الأتراك الغزية عليه لما أيسوا من الظفر بقلب
شاه مازندران ، فانهزم
إيثاق وتبعه باقي العسكر ، ووصل
شاه مازندران إلى سارية ، وقتل من عسكره أكثرهم .
وحكي أن بعض التجار كفن ودفن من هؤلاء القتلى سبعة آلاف رجل .
وأما
إيثاق فإنه قصد في هربه
خوارزم وأقام بها ، وسار
الغز من المعركة إلى
دهستان ، وكان الحرب قريبا منها ، فنقبوا سورها ، وأوقعوا بأهلها ونهبوهم أوائل سنة ست وخمسين وخمسمائة ، وبعد أن خربوا
جرجان وفرقوا أهلها في البلاد وعادوا إلى
خراسان .