ذكر
الفتنة بنيسابور وتخريبها
كان أهل العيث والفساد
بنيسابور قد طمعوا في نهب الأموال وتخريب البيوت ، وفعل ما أرادوا ، فإذا نهبوا لم ينتهوا ، فلما كان الآن تقدم
المؤيد أي أبه بقبض أعيان
نيسابور ، منهم نقيب العلويين
أبو القاسم زيد بن الحسن الحسيني وغيره ، وحبسهم في ربيع الآخر سنة ست وخمسين [ وخمسمائة ] ، وقال : أنتم الذين أطعمتم الرنود والمفسدين حتى فعلوا هذه الفعال ، ولو أردتم منعهم لامتنعوا .
وقتل من أهل الفساد جماعة ، فخربت
نيسابور بالكلية ، ومن جملة ما خرب مسجد عقيل ، كان مجمعا لأهل العلم ، وفيه خزائن الكتب الموقوفة ، وكان من أعظم منافع
نيسابور ، وخرب أيضا من مدارس الحنفية ثماني مدارس ، ومن مدارس الشافعية سبع عشرة مدرسة ، وأحرق خمس خزائن للكتب ، ونهب سبع خزائن كتب وبيعت بأبخس الأثمان ، هذا ما أمكن إحصاؤه سوى ما لم يذكر .