ذكر
حصر المؤيد شارستان
في هذه السنة حصر
المؤيد أي أبه مدينة
شارستان قرب
نيسابور ، وقاتله
[ ص: 288 ] أهلها ، ونصب المجانيق والعرادات ، فصبر أهلها خوفا على أنفسهم من
المؤيد ، وكان معه
جلال الدين المؤيد الموفقي الفقيه الشافعي ، فبينما هو راكب إذ وصل إليه حجر منجنيق فقتله خامس جمادى الآخرة من السنة ، وتعدى الحجر منه إلى شيخ من شيوخ
بيهق ، فقتله ، فعظمت المصيبة بقتل
جلال الدين على أهل العلم ، خصوصا أهل السنة والجماعة ، وكان في عنفوان شبابه رحمه الله لما قتل .
ودام الحصار إلى شعبان سنة سبع وخمسين وخمسمائة ، فنزل
خواجكي صاحبها بعدما كثر القتل ، ودام الحصر ، وكان لهذه القلعة ثلاثة رؤساء هم أرباب النهي والأمر ، وهم الذين حفظوها وقاتلوا عنها ، أحدهم
خواجكي هذا ، والثاني
داعي بن محمد ابن أخي حرب العلوي ، والثالث
الحسين بن أبي طالب العلوي الفارسي ، فنزلوا كلهم أيضا إلى
المؤيد أي أبه ، فيمن معهم من أشياعهم وأتباعهم . فأما
خواجكي فإنه أثبت عليه أنه قتل زوجته ظلما وعدوانا وأخذ مالها ، فقتل بها وملك
المؤيد شارستان ، وصفت له ، فنهبها عسكره إلا أنهم لم يقتلوا امرأة ولا سبوها .