ذكر
ولاية عيسى مكة حرسها الله تعالى
كان أمير
مكة ، هذه السنة ،
قاسم بن فليتة بن قاسم بن أبي هاشم العلوي الحسني ، فلما سمع بقرب الحجاج من
مكة صادر المجاورين وأعيان
أهل مكة ، وأخذ كثيرا من أموالهم ، وهرب من
مكة خوفا من أمير الحاج
أرغش .
وكان قد حج هذه السنة
زين الدين علي بن بكتكين ، صاحب جيش
الموصل ،
[ ص: 289 ] ومعه طائفة صالحة من العسكر ، فلما وصل أمير الحاج إلى
مكة رتب مكان
قاسم بن فليتة عمه
عيسى بن قاسم بن أبي هاشم ، فبقي كذلك إلى شهر رمضان ، ثم إن
قاسم بن فليتة جمع جمعا كثيرا من العرب أطمعهم في مال له
بمكة ، فاتبعوه ، فسار بهم إليها ، فلما سمع عمه
عيسى فارقها ، ودخلها
قاسم فأقام بها أميرا أياما ، ولم يكن له مال يوصله إلى العرب ، ثم إنه قتل قائدا كان معه أحسن سيرة ، فتغيرت نيات أصحابه عليه ، وكاتبوا عمه
عيسى ، فقدم عليهم ، فهرب وصعد
جبل أبي قبيس ، فسقط عن فرسه ، فأخذه أصحاب
عيسى ، وقتلوه ، فعظم عليه قتله ، فأخذه وغسله ودفنه
بالمعلى عند أبيه
فليتة ، واستقر الأمر
لعيسى ، والله أعلم .