[ ص: 291 ] 557
ثم دخلت سنة سبع وخمسين وخمسمائة
ذكر
فتح المؤيد طوس وغيرها
في هذه السنة ، في السابع والعشرين من صفر ، نازل
المؤيد أي أبه
أبا بكر جاندار بقلعة وسكره خوي من
طوس وكان قد تحصن بها ، وهي حصينة منيعة لا ترام ، فقاتله وأعانه أهل
طوس على
أبي بكر لسوء سيرته فيهم وظلمه ، فلما رأى
أبو بكر ملازمة
المؤيد ومواصلة القتال عليه خضع وذل واستكان ، ونزل من القلعة بالأمان في العشرين من ربيع الأول من السنة ، فلما نزل منها حبسه
المؤيد وأمر بتقييده .
ثم سار منها إلى
كرستان ، وصاحبها
أبو بكر فاخر ، فنزل من قلعته ، وهي من أمنع الحصون على رأس جبل عال ، وصار في طاعة
المؤيد ، ودان له ووافقه ، وسير جيشا في جمادى الآخرة منها إلى
أسفرايين ، فتحصن رئيسها
عبد الرحمن بن محمد بن علي الحاج بالقلعة ، وكان أبوه كريم
خراسان على الإطلاق ، ولكن كان
عبد الرحمن هذا بئس الخلف ، فلما تحصن أحاط به العسكر
المؤيدي ، واستنزلوه من الحصن ، وحملوه مقيدا إلى
شاذياخ وحبس بها ، وقيل في ربيع الآخر سنة ثمان وخمسين وخمسمائة .
وملك
المؤيد أيضا
قهندز نيسابور ، واستدارت مملكة
المؤيد حول
نيسابور وعادت إلى ما كانت عليه قبل ، إلا أن أهلها انتقلوا إلى
شاذياخ ، وخربت المدينة العتيقة .
وسير
المؤيد جيشا إلى خواف ، وبها عسكر مع بعض الأمراء اسمه
أرغش ، فكمن
أرغش جمعا في تلك المضايق والجبال ، وتقدم إلى عسكر
المؤيد ، فقاتلهم وطلع
[ ص: 292 ] الكمين ، فانهزم عسكر
المؤيد وقتل منهم جمع ، وعاد الباقون إلى
المؤيد بنيسابور .
وسير جيشا إلى
بوشنج هراة ، وهي في طاعة الملك
محمد بن الحسين الغوري ، فحصروها ، واشتد الحصار عليها ، ودام القتال والزحف ، فسير الملك
محمد الغوري جيشا إليها ; ليمنع عنها ، فلما قاربوا
هراة فارقها العسكر الذين يحصرها ، وعادوا عنها وصفت تلك الولاية
للغوري .