[ ص: 325 ] 561
ثم دخلت سنة إحدى وستين وخمسمائة
ذكر
فتح المنيطرة من بلد الفرنج
في هذه السنة فتح
nindex.php?page=showalam&ids=17217نور الدين محمود بن زنكي حصن المنيطرة من
الشام ، وكان بيد
الفرنج ، ولم يحشد له ، ولا جمع عساكره ، وإنما سار إليه جريدة على غرة منهم ، وعلم أنه إن جمع العساكر حذروا وجمعوا ، وانتهز الفرصة وسار إلى
المنيطرة وحصره ، وجد في قتاله ، فأخذه عنوة وقهرا ، وقتل من بها وسبى ، وغنم غنيمة كثيرة ، فإن الذين به كانوا آمنين ، فأخذتهم خيل الله بغتة وهم لا يشعرون ، ولم يجتمع
الفرنج لدفعه إلا وقد ملكه ، ولو علموا أنه جريدة في قلة من العساكر لأسرعوا إليه ، إنما ظنوه أنه في جمع كثير . فلما ملكه تفرقوا وأيسوا من رده .
ذكر
قتل خطلبرس مقطع واسط
في هذه السنة قتل
خطلبرس مقطع
واسط ، قتله ابن أخي
شملة صاحب
خوزستان .
وسبب ذلك أن
ابن سنكا ، وهو ابن أخي
شملة ، كان قد صاهر
منكوبرس مقطع
[ ص: 326 ] البصرة ، فاتفق أن
nindex.php?page=showalam&ids=15231المستنجد بالله قتل
منكوبرس سنة تسع وخمسين وخمسمائة ، فلما قتل قصد
ابن سنكا البصرة ونهب قراها ، فأرسل من
بغداد إلى
كمشتكين ، صاحب
البصرة ، بمحاربة
ابن سنكا ، فقال : أنا عامل لست بصاحب جيش ، يعني أنه ضامن لا يقدر على إقامة عسكر ، فطمع
ابن سنكا ، وأصعد إلى
واسط ، ونهب سوادها ، فجمع
خطلبرس مقطعها جمعا وخرج إلى قتاله .
وكاتب
ابن سنكا الأمراء الذين مع
خطلبرس ، فاستمالهم ، ثم قاتلهم ، فانهزم عسكره ، فقتله ، وأخذ
ابن سنكا علم
خطلبرس ، فنصبه ، فلما رآه أصحابه ظنوه باقيا ، فجعلوا يعودون إليه ، وكل من رجع أخذه
ابن سنكا ، فقتله أو أسره .
ذكر عدة حوادث
في
هذه السنة خرج الكرج في جمع كثير وأغاروا على بلدان ، حتى بلغوا
كنجة ، فقتلوا وأسروا كثيرا ونهبوا ما لا يحصى .
[ الوفيات ]
وفيها
توفي الحسن بن العباس بن رستم أبو عبد الله الأصفهاني الرستمي ، الشيخ الصالح ، وهو مشهور يروي عن
أحمد بن خلف ، وغيره .
وفيها ، في ربيع الآخر ، توفي الشيخ
عبد القادر بن أبي صالح أبو محمد الجيلي المقيم
ببغداد ، ومولده سنة سبعين وأربعمائة ، وكان من الصلاح على حالة كبيرة ، وهو حنبلي المذهب ، ومدرسته ورباطه مشهوران
ببغداد .