ذكر
ملك نور الدين صافيثا وعريمة
في هذه السنة جمع
نور الدين العساكر ، فسار إليه أخوه
قطب الدين من
الموصل وغيره ، فاجتمعوا على
حمص ، فدخل
نور الدين بالعساكر بلاد
الفرنج ، فاجتازوا على
حصن الأكراد ، فأغاروا ونهبوا ، وقصدوا عرقة ، فنازلوها ، وحصروها ، وحصروا
حلبة وأخذوها وخربوها ، وسارت عساكر المسلمين في بلادهم يمينا وشمالا تغير وتخرب البلاد ، وفتحوا
العريمة وصافيثا ، وعادوا إلى
حمص فصاموا بها رمضان .
ثم ساروا إلى
بانياس ، وقصدوا
حصن هونين ، وهو للفرنج أيضا ، من أمنع حصونهم ومعاقلهم ، فانهزم
الفرنج عنه وأحرقوه ، فوصل
نور الدين من الغد فهدم سوره جميعه ، وأراد الدخول إلى
بيروت ، فتجدد في العسكر خلف أوجب التفرق ، فعاد
قطب الدين إلى
الموصل ، وأعطاه
نور الدين مدينة الرقة على
الفرات ، وكانت له ، فأخذها في طريقه وعاد إلى
الموصل .