ذكر
وفاة nindex.php?page=showalam&ids=15219المستضيء بأمر الله وخلافة الناصر لدين الله
في هذه السنة ، في ثاني ذي القعدة ، توفي الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=15219المستضيء بأمر الله أمير المؤمنين أبو محمد الحسن بن يوسف المستنجد - رضي الله عنه - وأمه أم ولد
أرمنية تدعى
غضة ، وكانت خلافته نحو تسع سنين وسبعة أشهر ، وكان مولده سنة ست وثلاثين وخمسمائة ، وكان عادلا حسن السيرة في الرعية ، كثير البذل للأموال ، غير مبالغ في أخذ ما جرت العادة بأخذه ، وكان الناس معه في أمن عام وإحسان شامل ، وطمأنينة وسكون ، لم يروا مثله ، وكان حليما ، قليل المعاقبة على الذنوب ، محبا للعفو والصفح عن المذنبين ، فعاش حميدا ومات سعيدا - رضي الله عنه - فلقد كانت أيامه كما قيل :
كأن أيامه من حسن سيرته مواسم الحج والأعياد والجمع
ووزر له
عضد الدين أبو الفرج بن رئيس الرؤساء إلى أن قتل في ذي القعدة
[ ص: 443 ] سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة ، ولما قتل حكم في الدولة
ظهير الدين أبو بكر منصور بن نصر المعروف بابن العطار ، وكان خيرا ، حسن السيرة ، كثير العطاء ، وتمكن تمكنا كثيرا ، فلما مات
المستضيء شرع
ظهير الدين ابن العطار في أخذ البيعة لولده
الناصر لدين الله ، أمير المؤمنين ، فلما تمت البيعة صار الحاكم في الدولة أستاذ الدار
مجد الدين أبو الفضل بن الصاحب .
وفي سابع ذي القعدة قبض على
nindex.php?page=showalam&ids=12821ابن العطار ظهير الدين ، ووكل عليه في داره ، ثم نقل إلى التاج ، وقيد ووكل به ، وطلبت ودائعه وأمواله ، وفي ليلة الأربعاء ثامن عشر ذي القعدة أخرج ميتا على رأس حمال سرا ، فغمز به بعض الناس ، فثار به العامة ، فألقوه عن رأس الحمال ، وكشفوا سوءته وشدوا في ذكره حبلا وسحبوه في البلد ، وكانوا يضعون بيده مغرفة يعني أنها قلم وقد غمسوها في العذرة ويقولون : وقع لنا يا مولانا ، إلى غير هذا من الأفعال الشنيعة ، ثم خلص من أيديهم ودفن .
هذا فعلهم به مع حسن سيرته فيهم وكفه عن أموالهم وأعراضهم .
وسيرت الرسل إلى الآفاق لأخذ البيعة ، فسير
صدر الدين شيخ الشيوخ إلى
البهلوان ، صاحب
همذان وأصفهان والري وغيرها ، فامتنع من البيعة ، فراجعه
صدر الدين ، وأغلظ له في القول ، حتى أنه قال لعسكره في حضرته : [ ليس ] لهذا عليكم طاعة ما لم يبايع أمير المؤمنين ، بل يجب عليكم أن تخلعوه من الإمارة ، وتقاتلوه ، فاضطر إلى البيعة والخطبة ، وأرسل إلى
رضي الدين القزويني مدرس
النظامية إلى
الموصل لأخذ البيعة ، فبايع صاحبها ، وخطب للخليفة
الناصر لدين الله أمير المؤمنين .