[ ص: 459 ] ذكر
ملك المسلمين شقيفا من الفرنج
في هذه السنة أيضا ، في صفر ، فتح المسلمون
بالشام شقيفا من
الفرنج ، يعرف
بحبس جلدك ، وهو من أعمال
طبرية ، مطل على
السواد .
وسبب فتحه أن
الفرنج لما بلغهم مسير
صلاح الدين من
مصر إلى
الشام جمعوا له ، وحشدوا الفارس والراجل ، واجتمعوا
بالكرك ، بالقرب من الطريق ، لعلهم ينتهزون فرصة ، أو يظفرون بنصرة ، وربما عاقوا المسلمين عن المسير بأن يقفوا على بعض المضايق ، فلما فعلوا ذلك خلت بلادهم من ناحية
الشام ، فسمع
فرخشاه الخبر ، فجمع من عنده من عساكر
الشام ، ثم قصد بلاد
الفرنج وأغار عليها ، ونهب
دبورية وما يجاورها من القرى ، وأسر الرجال وقتل فيهم وأكثر وسبى النساء ، وغنم الأموال ، وفتح منهم
الشقيف ، وكان على المسلمين منه أذى شديد ، ففرح المسلمون بفتحه فرحا عظيما ، وأرسل إلى
صلاح الدين بالبشارة ، فلقيه في الطريق ، ففت ذلك في عضد
الفرنج ، وانكسرت شوكتهم .