[ ص: 466 ] ذكر
ملكه مدينة سنجار
لما سار
صلاح الدين عن
الموصل إلى
سنجار ، سير
مجاهد الدين إليها عسكرا قوة لها ونجدة ، فسمع بهم
صلاح الدين ، فمنعهم من الوصول إليها ، وأوقع بهم ، وأخذ سلاحهم ودوابهم وسار إليها ونازلها ، وكان بها
شرف الدين أمير
أميران هندوا أخو
عز الدين ، صاحب
الموصل ، في عسكر معه ، فحصر البلد وضايقه ، وألح في قتاله ، فكاتبه بعض أمراء
الأكراد الذين به من
الزرزارية ، وخامر معه ، وأشار بقصده من الناحية التي هو بها ليسلم إليه البلد ، فطرقه
صلاح الدين ليلا فسلم إليه ناحيته ، فملك
الباشورة لا غير . فلما سمع
شرف الدين الخبر استكان وخضع ، وطلب الأمان ، فأمن ، ولو قاتل على تلك الناحية لأخرج العسكر الصلاحي عنها ، ولو امتنع بالقلعة لحفظها ومنعها ، ولكنه عجز ، فلما طلب الأمان أجابه
صلاح الدين إليه ، فأمنه وملك البلد .
وسار
شرف الدين ومن معه إلى
الموصل ، واستقر جميع ما ملكه
صلاح الدين بملك
سنجار ، فإنه كان قصد أن يسترده المواصلة إذا فارقه ، لأنه لم يكن فيه حصن غير
الرها ، فلما ملك
سنجار صارت على الجميع كالسور ، واستناب بها
سعد الدين بن معين الدين أنز ، وكان من أكابر الأمراء وأحسنهم صورة ومعنى .