ذكر
وقعتين مع الفرنج في البحر والشام
في هذه السنة ، في العاشر من المحرم ، سار أسطول المسلمين من
مصر في البحر ، فلقوا بطسة فيها نحو ثلاثمائة من
الفرنج بالسلاح التام ، ومعهم الأموال والسلاح إلى فرنج الساحل ، فقاتلوهم ، وصبر الفريقان ، وكان الظفر للمسلمين ، وأخذوا
الفرنج أسرى ، فقتلوا بعضهم وأبقوا بعضهم أسرى ، وغنموا ما معهم وعادوا إلى
مصر سالمين .
وفيها أيضا سارت عصابة كبيرة من
الفرنج من نواحي
الداروم إلى نواحي
مصر ليغيروا وينهبوا ، فسمع بهم المسلمون ، فخرجوا إليهم على طريق (
صدر )
وأيلة ، فانتزح
الفرنج من بين أيديهم فنزلوا بماء يقال له
العسيلة ، وسبقوا المسلمين إليه ، فأتاهم المسلمون وهم عطاش قد أشرفوا على الهلاك ، فرأوا
الفرنج قد ملكوا الماء ، فأنشأ الله - سبحانه وتعالى - بلطفه سحابة عظيمة ، فمطروا منها حتى رووا ، وكان الزمان قيظا ، والحر شديدا في بر مهلك ، فلما رأوا ذلك قويت نفوسهم ، ووثقوا بنصر الله لهم ، وقاتلوا
الفرنج فنصرهم الله عليهم فقتلوهم ، ولم يسلم منهم إلا الشريد الفريد ، وغنم المسلمون ما معهم من سلاح ودواب ، وعادوا منصورين قاهرين بفضل الله .