ذكر
غدر البرنس أرناط
كان
البرنس أرناط ، صاحب
الكرك ، من أعظم
الفرنج وأخبثهم ، وأشدهم عداوة للمسلمين ، وأعظمهم ضررا عليهم ، فلما رأى
صلاح الدين ذلك منه قصده بالحصر مرة بعد مرة ، وبالغارة على بلاده كرة بعد أخرى ، فذل ، وخضع ، وطلب الصلح من
صلاح الدين ، فأجابه إلى ذلك ، وهادنه وتحالفا ، وترددت القوافل من
الشام إلى
مصر ، ومن
مصر إلى
الشام .
فلما كان هذه السنة اجتاز به قافلة عظيمة غزيرة الأموال ، كثيرة الرجال ، ومعها جماعة صالحة من الأجناد ، فغدر اللعين بهم ، وأخذهم عن آخرهم ، وغنم أموالهم
[ ص: 19 ] ودوابهم وسلاحهم ، وأودع السجون من أسره منهم .
فأرسل إليه
صلاح الدين يلومه ، ويقبح فعله وغدره ، ويتهدده إن لم يطلق الأسرى والأموال ، فلم يجب إلى ذلك ، وأصر على الامتناع ، فنذر
صلاح الدين نذرا أن يقتله إن ظفر [ به ] ، فكان ما نذكره إن شاء الله تعالى .