[ ص: 107 ] ذكر
نهب بني عامر البصرة
في هذه السنة ، في صفر ، اجتمع
بنو عامر في خلق كثير وأميرهم اسمه
عميرة ، وقصدوا
البصرة ، وكان الأمير بها اسمه
nindex.php?page=showalam&ids=12070محمد بن إسماعيل ، ينوب عن مقطعها
الأمير طغرل ، مملوك
nindex.php?page=showalam&ids=15384الخليفة الناصر لدين الله ، فوصلوا إليها يوم السبت سادس صفر فخرج ، إليهم
الأمير محمد فيمن معه من الجند ، فوقعت الحرب بينهم
بدرب الميدان ، بجانب
الخريبة ، ودام القتال إلى آخر النهار .
فلما جاء الليل ثلم العرب في السور عدة ثلم ، ودخلوا البلد من الغد ، فقاتلهم أهل البلد فقتل بينهم قتلى كثيرة من الفريقين ، ونهبت العرب الخانات بالشاطئ ، وبعض محال
البصرة ، وعبر أهلها إلى شاطئ الملاحين ، وفارق العرب البلد في يومهم وعاد أهله إليه .
وكان سبب سرعة العرب في مفارقة البلد أنهم بلغهم أن
خفاجة والمنتفق قد قاربوهم ، فساروا إليهم وقاتلوهم أشد قتال ، فظفرت
عامر وغنمت أموال
خفاجة والمنتفق ، وعادوا إلى
البصرة بكرة الاثنين .
وكان الأمير قد جمع من
أهل البصرة والسواد جمعا كثيرا فلما عادت
عامر قاتلهم
أهل البصرة ومن اجتمع معهم ، فلم يقوموا للعرب وانهزموا ، ودخل العرب
البصرة ونهبوها ، وفارق
البصرة أهلها ، ونهبت أموالهم وجرت أمور عظيمة ، ونهبت
القسامل وغيرها يومين .
وفارقها العرب وعاد أهلها إليها ، وقد رأيت هذه القصة بعينها في سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة . والله أعلم .