[ ص: 136 ] ذكر
فعلة الملثم بإفريقية لما عبر
أبو يوسف يعقوب صاحب
المغرب إلى
الأندلس - كما ذكرنا - وأقام
مجاهدا ثلاث سنين . انقطعت أخباره عن
إفريقية ، فقوي طمع
علي بن إسحاق الملثم الميورقي ، وكان بالبرية مع العرب ، فعاود قصد
إفريقية ، فانبث جنوده في البلاد فخربوها ، وأكثروا الفساد فيها ، فمحيت آثار تلك البلاد وتغيرت ، وصارت خالية من الأنيس خاوية على عروشها .
وأراد المسير إلى بجاية ومحاصرتها لاشتغال
يعقوب بالجهاد ، وأظهر أنه إذا استولى على بجاية سار إلى
المغرب ، فوصل الخبر إلى
يعقوب بذلك ، فصالح
الفرنج على ما ذكرناه ، وعاد إلى
مراكش عازما على قصده ، وإخراجه من البلاد ، كما فعل سنة إحدى وثمانين وخمسمائة وقد ذكرناه .