ذكر
ابتداء حال كوكجه وملكه بلد الري وهمذان وغيرهما لما عاد
خوارزم شاه إلى
خراسان ، كما ذكرنا واتفق المماليك الذين للبهلوان والأمراء ، وقدموا على أنفسهم
كوكجه ، وهو من أعيان المماليك البهلوانية ،
[ ص: 137 ] واستولى على
الري وما جاورها من البلاد ، وساروا إلى
أصفهان لإخراج الخوارزمية منها ، فلما قاربوها سمعوا بعسكر الخليفة عندها ، فأرسل إلى مملوك الخليفة
سيف الدين طغرل ، يعرض نفسه على خدمة الديوان ، ويظهر العبودية ، وإنه لما قصد
أصفهان في طلب العساكر الخوارزمية ، وحيث رآهم فارقوا
أصفهان سار في طلبهم ، فلم يدركهم ، وسار عسكر الخليفة من
أصفهان إلى
همذان .
وأما
كوكجه فإنه تبع الخوارزمية إلى
طبس - وهي من بلاد
الإسماعيلية - وعاد فقصد
أصفهان وملكها ، وأرسل إلى
بغداد يطلب أن يكون له
الري وخوار الري ،
وساوة ،
وقم ،
وقاجان ، وما ينضم إليها إلى حد مزدغان ، وتكون
أصفهان ،
وهمذان ،
وزنجان ،
وقزوين ، لديوان الخليفة . فأجيب إلى ذلك ، وكتب له منشور بما طلب ، وأرسلت له الخلع ، فعظم شأنه ، وقوي أمره ، وكثرت عساكره ، وتعظم على أصحابه .