[ ص: 140 ] 592
ثم دخلت سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة
ذكر
ملك شهاب الدين بهنكر وغيرها من بلد الهند في هذه السنة سار
شهاب الدين الغوري - صاحب
غزنة - إلى بلد
الهند ، وحصر
قلعة بهنكر ، وهي قلعة عظيمة منيعة ، فحصرها ، فطلب أهلها منه الأمان على أن يسلموا إليه ، فأمنهم وتسلمها ، وأقام عندها عشرة أيام ورتب جندها وأحوالها وسار عنها إلى
قلعة كوالير ، وبينهما مسيرة خمسة أيام ، وفي الطريق نهر كبير فجازه ووصل إلى
كوالير ، وهي قلعة منيعة حصينة على جبل عال لا يصل إليها حجر منجنيق ، ولا نشاب ، وهي كبيرة ، فأقام عليها صفرا جميعه يحاصرها ، فلم يبلغ منها غرضا ، فراسله من بها في الصلح فأجابهم إليه على أن يقر القلعة بأيديهم على مال يحملونه إليه ، فحملوا إليه فيلا حمله ذهب ، فرحل عنها إلى بلاد
آي وسور ، فأغار عليها ونهبها ، وسبى وأسر ما يعجز العاد عن حصره ، ثم عاد إلى
غزنة سالما .