ذكر
وفاة سيف الإسلام وملك ولده
في شوال من هذه السنة توفي
سيف الإسلام طغتكين بن أيوب ، أخو
صلاح الدين وهو صاحب
اليمن ،
بزبيد ، وقد ذكرنا كيف ملك . وكان شديد السيرة ، مضيقا على رعيته ، يشتري أموال التجار لنفسه ويبيعها كيف شاء .
وأراد ملك
مكة - حرسها الله تعالى - فأرسل الخليفة
الناصر لدين الله إلى أخيه
صلاح الدين في المعنى ، فمنعه من ذلك ، وجمع من الأموال ما لا يحصى ، حتى أنه من كثرته كان يسبك الذهب ويجعله كالطاحون ويدخره .
ولما توفي ملك بعده ابنه
إسماعيل ، وكان أهوج ، كثير التخليط بحيث إنه ادعى أنه قرشي من
بني أمية ، وخطب لنفسه بالخلافة ، وتلقب
بالهادي ، فلما سمع عمه
الملك العادل ذلك ، ساءه وأهمه ، وكتب إليه يلومه ويوبخه ، ويأمره بالعود إلى نسبه الصحيح ، وبترك ما ارتكبه مما يضحك الناس منه ، فلم يلتفت إليه ولم يرجع وبقي كذلك ، وانضاف إلى ذلك أنه أساء السيرة مع أجناده وأمرائه ، فوثبوا عليه فقتلوه ، وملكوا عليهم بعده أميرا من مماليك أبيه .