ذكر
مسير خوارزم شاه إلى الري
في هذه السنة ، في ربيع الأول ، سار
خوارزم شاه علاء الدين تكش إلى
الري وغيرها من بلاد الجبل ، لأنه بلغه أن نائبه بها مياجق قد تغير عن طاعته ، فسار إليه ،
[ ص: 167 ] فخافه مياجق ، فجعل يفر من بين يديه ،
وخوارزم شاه في طلبه يدعوه إلى الحضور عنده ، وهو يمتنع ، فاستأمن أكثر أصحابه إلى
خوارزم شاه ، وهرب هو ، فحصل بقلعة من أعمال
مازندران فامتنع بها ، فسارت العساكر في طلبه ، فأخذ منها وأحضر بين يدي
خوارزم شاه فأمر بحبسه بشفاعة أخيه أقجة .
( وسيرت الخلع من الخليفة
لخوارزم شاه ولولده
قطب الدين محمد ) ، وتقليد بما بيده من البلاد ، فلبس الخلعة ، واشتغل بقتال الملاحدة ، فافتتح قلعة على باب
قزوين تسمى
أرسلان كشاه ، وانتقل إلى حصار ألموت ، فقتل عليها صدر الدين
محمد بن الوزان رئيس الشافعية
بالري ، وكان قد تقدم عنده تقدما عظيما ، قتله الملاحدة ، وعاد
خوارزم شاه إلى
خوارزم ، فوثب الملاحدة على وزيره نظام الملك
مسعود بن علي فقتلوه في جمادى الآخرة سنة ست وتسعين [ وخمسمائة ] ، فأمر تكش ولده
قطب الدين بقصد الملاحدة ، فقصد قلعة ترشيش وهي من قلاعهم ، فحصرها فأذعنوا له بالطاعة ، وصالحوه على مائة ألف دينار ، ففارقها ، وإنما صالحهم لأنه بلغه خبر مرض أبيه ، وكانوا يراسلونه بالصلح فلا يفعل ، فلما سمع بمرض أبيه لم يرحل حتى صالحهم على المال المذكور والطاعة ورحل .