ذكر
خروج الفرنج بالشام إلى بلد الإسلام والصلح معهم
في هذه السنة خرج كثير من الفرنج في البحر إلى
الشام ، وسهل الأمر عليهم بذلك لملكهم
قسطنطينية ، وأرسوا
بعكا ، وعزموا على قصد
البيت المقدس - حرسه الله - واستنقاذه من المسلمين ، فلما استراحوا
بعكا ساروا فنهبوا كثيرا من بلاد الإسلام بنواحي
الأردن ، وسبوا ، وفتكوا في المسلمين .
وكان الملك العادل
بدمشق ، فأرسل في جمع العساكر من بلاد
الشام ومصر ، وسار ونزل عند
الطور بالقرب من
عكا ; لمنع الفرنج من قصد بلاد الإسلام ، ونزل الفرنج
بمرج عكا ، وأغاروا على كفر كنا ، فأخذوا كل من بها وأموالهم ، والأمراء يحثون العادل على قصد بلادهم ونهبها ، فلم يفعل ، فبقوا كذلك إلى أن انقضت
[ ص: 201 ] السنة ، وذلك سنة إحدى وستمائة ، فاصطلح هو والفرنج على
دمشق وأعمالها ، وما بيد العادل من
الشام ، ونزل لهم عن جميع المناصفات في الصيدا والرملة وغيرهما ، وأعطاهم ناصرة وغيرها ، وسار نحو الديار المصرية . فقصد الفرنج مدينة
حماة ، فلقيهم صاحبها
ناصر الدين محمد بن تقي الدين عمر بن شاهنشاه بن أيوب ، فقاتلهم ، وكان في قلة ، فهزموه وتبعوه إلى البلد ، فخرج العامة إلى قتالهم ، فقتل الفرنجة منهم جماعة وعاد الفرنج .