ذكر
وفاة صاحب مازندران والخلف بين أولاده
في هذه السنة توفي
حسام الدين ( أردشير ) ، صاحب
مازندران وخلف ثلاثة أولاد ، فملك بعده ابنه الأكبر ، وأخرج أخاه الأوسط من البلاد ، فقصد
جرجان ، وبها الملك
علي شاه بن خوارزم شاه تكش ، أخو
خوارزم شاه محمد ، وهو ينوب عن أخيه فيها ، فشكا إليه مما صنع به أخوه ، من إخراجه من البلاد ، ( وطلب منه أن ينجده عليه ،
[ ص: 246 ] ويأخذ له البلاد ليكون في طاعته ) ، فكتب
علي شاه إلى أخيه
خوارزم شاه في ذلك ، فأمره بالمسير معه إلى
مازندران ، وأخذ البلاد له ، وإقامة الخطبة
لخوارزم شاه فيها .
فساروا عن
جرجان ، فاتفق أن
حسام الدين ، صاحب
مازندران ، مات في ذلك الوقت ، وملك البلاد بعده أخوه الأصغر ، واستولى على القلاع والأموال ، فدخل
علي شاه البلاد ، ومعه صاحب ،
مازندران ، فنهبوها وخربوها ، وامتنع منهم الأخ الصغير بالقلاع ، وأقام
بقلعة كورا ، وهي التي فيها الأموال والذخائر ، وحصروه فيها بعد أن ملكوا أسامة البلاد مثل :
سارية وآمل وغيرهما من البلاد والحصون ، وخطب
لخوارزم شاه فيها جميعها ، فصارت في طاعته ، وعاد
علي شاه إلى
جرجان ، وأقام ابن ملك
مازندران في البلاد مالكا لها جميعها ، سوى القلعة التي فيها أخوه الأصغر ، وهو يراسله ، ويستميله ، ويستعطفه ، وأخوه لا يرد جوابا ، ولا ينزل عن حصنه .