[ ص: 249 ] ذكر
ملك الكرج مدينة قرس وموت ملك الكرج
في هذه السنة ملك
الكرج حصن قرس ، من أعمال
خلاط ، وكانوا قد حصروه مدة طويلة ، وضيقوا على من فيه ، وأخذوا دخل الولاية عدة سنين ، وكل من يتولى
خلاط لا ينجدهم ، ولا يسعى في راحة تصل إليهم .
وكان الوالي بها يواصل رسله في طلب النجدة ، وإزاحة من عليه من
الكرج ، فلا يجاب له دعاء ، فلما طال الأمر عليه ، ورأى أن لا ناصر له ، صالح
الكرج على تسليم القلعة على مال كثير وإقطاع يأخذه منهم . وصارت دار شرك بعد أن كانت دار توحيد - فإنا لله وإنا إليه راجعون - ، ونسأل الله أن يسهل للإسلام وأهله نصرا من عنده ، فإن ملوك زماننا قد اشتغلوا بلهوهم ولعبهم وظلمهم عن سد الثغور وحفظ البلاد .
ثم إن الله - تعالى - نظر إلى قلة ناصر الإسلام ، فتولاه هو ، فأمات ملكة
الكرج . واختلفوا فيما بينهم وكفى الله شرهم إلى آخر السنة .