ذكر
الحرب بين عسكر الخليفة وصاحب لرستان في هذه السنة ، في رمضان ، سار عسكر الخليفة من
خوزستان مع مملوكه
سنجر - وهو كان المتولي لتلك الأعمال ، وليها بعد موت
طاشتكين أمير الحاج ، لأنه زوج ابنة
طاشتكين - إلى جبال
لرستان ، وصاحبها يعرف
بأبي طاهر - وهي جبال منيعة بين
فارس وأصبهان وخوزستان - فقاتلوا أهلها وعادوا منهزمين .
وسبب ذلك أن مملوكا للخليفة
الناصر لدين الله اسمه
قشتمر من أكابر مماليكه كان قد فارق الخدمة لتقصير رآه من
الوزير نصير الدين ( العلوي الرازي ، واجتاز
بخوزستان ، وأخذ منها ما أمكنه ) ولحق
بأبي طاهر صاحب
لرستان ، فأكرمه وعظمه وزوجه ابنته ، ثم توفي
أبو طاهر فقوي أمر
قشتمر ، وأطاعه أهل تلك الولاية .
فأمر
سنجر بجمع العساكر وقصده وقتاله ، ففعل
سنجر ما أمر به ، وجمع العساكر وسار إليه ، فأرسل
قشتمر يعتذر ، ويسأل أنه لا يقصد ولا يخرج عن العبودية ،
[ ص: 250 ] فلم يقبل عذره ، فجمع أهل تلك الأعمال ، ونزل إلى العسكر ، فلقيهم ، فهزمهم ، وأرسل إلى صاحب
فارس ابن دكلا وشمس الدين إيدغمش ، صاحب
أصبهان وهمذان والري ، يعرفهما الحال ، ويقول : إنني لا قوة لي بعسكر الخليفة ، وربما أضيف إليهم عساكر أخرى من
بغداد وعادوا إلى حربي ، وحينئذ لا أقدر بهم ، وطلب منهما النجدة ، وخوفهما من عسكر الخليفة إن ملك تلك الجبال ، فأجاباه إلى ما طلب ، فقوي جنانه ، واستمر على حاله .