صفحة جزء
ذكر عود خوارزم شاه إلى الخطا لما استقر أمر خراسان لخوارزم شاه وعبر نهر جيحون ، جمع له الخطا جمعا عظيما وساروا إليه ، والمقدم عليهم شيخ دولتهم ، القائم مقام الملك فيهم ، المعروف بطاينكوه ، وكان عمره قد جاوز مائة سنة ، ولقي حروبا كثيرة ، وكان مظفرا ، حسن التدبير والعقل ، واجتمع خوارزم شاه وصاحب سمرقند ، وتصافوا هم والخطا سنة ست وستمائة ، فجرت حروب لم يكن مثلها شدة وصبرا ، فانهزم الخطا هزيمة منكرة ، وقتل منهم وأسر خلق لا يحصى .

وكان فيمن أسر طاينكوه مقدمهم ، وجيء به إلى خوارزم شاه ، فأكرمه ، وأجلسه على سريره ، وسيره إلى خوارزم ، ثم قصد خوارزم شاه إلى بلاد ما وراء النهر ، فملكها مدينة مدينة ، وناحية ناحية ، حتى بلغ إلى مدينة أوزكند ، وجعل نوابه فيها .

وعاد إلى خوارزم ومعه سلطان سمرقند ، وكان من أحسن الناس صورة ، فكان أهل خوارزم يجتمعون حتى ينظروا إليه ، فزوجه خوارزم شاه بابنته ، ورده إلى سمرقند ، وبعث معه شحنة يكون بسمرقند على ما كان رسم الخطا .

التالي السابق


الخدمات العلمية