ذكر
ملك بدر الدين قلعة شوش
في هذه السنة ملك
بدر الدين ، صاحب
الموصل ،
قلعة شوش من أعمال الحميدية ، وبينها وبين
الموصل اثنا عشر فرسخا .
وسبب ذلك أنها كانت هي
وقلعة العقر متجاورتين
لعماد الدين زنكي بن أرسلان شاه ، وكان بينهما من الخلف ما تقدم ذكره .
فلما كان هذه السنة سار
زنكي إلى
أذربيجان ليخدم صاحبها
أوزبك بن البهلوان ، فاتصل به ، وصار معه ، وأقطعه إقطاعات ، وأقام عنده ، فسار
بدر الدين إلى
قلعة شوش فحاصرها ، وضيق عليها ، وهي على رأس جبل عال ، فطال مقامه عليها لحصانتها ، فعاد إلى
الموصل ، وترك عسكره محاصرا لها ، فلما طال الأمر على من بها لم يروا من يرحله عنهم ، ولا من ينجدهم ، سلموها على قاعدة استقرت بينهم من أقطاع وخلع وغير ذلك ، فتسلمها نوابه في التاريخ ، ورتبوا أمورها وعادوا إلى
الموصل .