صفحة جزء
ذكر الحرب بين كيقباذ وصاحب آمد .

في هذه السنة في شعبان ، سار علاء الدين كيقباذ بن كيخسرو [ بن ] قلج [ ص: 415 ] أرسلان ، ملك بلاد الروم ، إلى بلاد الملك المسعود صاحب آمد ، وملك عدة من حصونه .

وسبب ذلك ما ذكرناه من اتفاق صاحب آمد مع جلال الدين بن خوارزم شاه ، والملك المعظم صاحب دمشق ، وغيرهما على خلاف الأشرف ، فلما رأى الأشرف ذلك ، أرسل إلى كيقباذ ملك الروم ، وكانا متفقين ، يطلب منه أن يقصد بلد صاحب آمد ويحاربه ، وكان الأشرف حينئذ على ماردين ، فسار ملك الروم إلى ملطية ، وهي له ، فنزل عندها ، وسير العساكر إلى ولاية صاحب آمد ، [ ففتحوا حصن منصور وحصن سمكاراد وغيرهما ، فلما رأى صاحب آمد ] ذلك ، راسل الأشرف ، وعاد إلى موافقته ، فأرسل الأشرف إلى كيقباذ يعرفه ذلك ، ويقول له ليعيد إلى صاحب آمد ما أخذ منه ، فلم يفعل ، وقال : لم أكن نائبا للأشرف يأمرني وينهاني .

فاتفق أن الأشرف سار إلى دمشق ليصلح أخاه الملك المعظم ، وأمر العساكر التي له بديار الجزيرة بمساعدة صاحب آمد ، إن أصر ملك الروم على قصده ، فسارت عساكر الأشرف إلى صاحب آمد وقد جمع عسكره ومن ببلاده ممن يصلح للحرب ، وسار إلى عسكر ملك الروم وهم يحاصرون قلعة الكختا بعد الهزيمة ، وهي من أمنع الحصون والمعاقل ، فلما ملكوها عادوا إلى صاحبهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية