[ ص: 113 ] ذكر
إسحاق بن إبراهيم وأولاده
قيل : ونكح
إسحاق رفقا بنت بتويل فولدت له
عيصا ويعقوب توأمين ، وإن
عيصا كان أكبرهما ، وكان عمر
إسحاق لما ولد له ستين سنة .
ثم نكح
عيص بن إسحاق نسمة بنت عمه
إسماعيل فولدت له
الروم بن عيص ، وكل
بني الأصفر من ولده ، وزعم بعض الناس أن
أشبان من ولده .
ونكح
يعقوب بن إسحاق ، وهو إسرائيل ، ابنة خاله
ليا بنت لبان بن بتويل فولدت له
روبيل ، وكان أكبر ولده ،
وشمعون ،
ولاوي ويهوذا ،
وزبالون ،
ولشحر ، وقيل
ويشحر ، ثم توفيت
ليا فتزوج أختها
راحيل فولدت له
يوسف وبنيامين ، وهو بالعربية شداد ، وولد له من سريتين أربعة نفر :
دان ،
ونفتالي ،
وجاد ،
وآشر ، وكان
ليعقوب اثنا عشر رجلا .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : تزوج
إسحاق بجارية فحملت بغلامين ، فلما أرادت أن تضع أراد
يعقوب أن يخرج قبل
عيص ، فقال
عيص : والله لئن خرجت قبلي لأعترضن في بطن أمي
[ ص: 114 ] ولأقتلنها . فتأخر
يعقوب وخرج
عيص ، وأخذ
يعقوب بعقب
عيص ، فسمي
يعقوب وسمي أخوه
عيصا لعصيانه . وكان
عيص أحبهما إلى أبيه
ويعقوب أحبهما إلى أمه . وكان
عيص صاحب صيد ، فقال له
إسحاق لما كبر وعمي . يا بني أطعمني لحم صيد واقترب مني أدعو لك بدعاء دعا لي به أبي . وكان
عيص رجلا أشعر ، وكان
يعقوب أجرد ، وسمعت أمهما ذلك وقالت
ليعقوب : يا بني ، اذبح شاة ، واشوها ، والبس جلدها وقربها إلى أبيك ، وقل له : أنا ابنك
عيص ، ففعل ذلك
يعقوب ، فلما جاء قال : يا أبتاه كل . قال : من أنت ؟ قال : أنا ابنك
عيص . فمسحه
إسحاق ، فقال : المس مس
عيص والريح ريح
يعقوب . قالت أمه : إنه
عيص فكل . فأكل ودعا له أن يجعل الله في ذريته الأنبياء والملوك .
وقام
يعقوب وجاء
عيص ، وكان في الصيد ، فقال لأبيه : قد جئتك بالصيد الذي طلبت . فقال : يا بني قد سبقك أخوك . فحلف
عيص ليقتلن
يعقوب . فقال : يا بني ، قد بقيت لك دعوة ، فدعا له أن يكون ذريته عدد التراب وأن لا يملكهم غيرهم .
وهرب
يعقوب خوفا من أخيه إلى خاله ، وكان يسري بالليل ويكمن بالنهار ، فلذلك سمي
إسرائيل .
ثم إن
يعقوب تزوج ابنتي خاله جمع بينهما ، فلذلك قال الله تعالى :
وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف . وولد له منهما ، فماتت
راحيل في نفاسها
ببنيامين .
وأراد
يعقوب الرجوع إلى
بيت المقدس فأعطاه خاله قطيع غنم ، فلما ارتحلوا لم يكن لهم نفقة ، فقالت زوجة
يعقوب ليوسف : اسرق صنما من أصنام أبي نستنفق منه . فسرق صنما من أصنام أبيها .
وأحب
يعقوب يوسف وأخاه
بنيامين حبا شديدا ليتمهما ، وقال
يعقوب لراع من الرعاة : إذا أتاكم أحد يسألكم من أنتم ، فقولوا : نحن
ليعقوب عبد
عيص . فلقيهم
عيص ، فسألهم فأجابه الراعي بذلك الجواب ، فكف
عيص عن
يعقوب ونزل
يعقوب الشام ، ومات
إسحاق بالشام ، وعمره مائة وستون سنة ودفن عند أبيه
إبراهيم ، عليه السلام .