أتركتم غزو الدروب وراءكم وغزوتمونا عند قبر محمد فلبئس هدي المسلمين هديتم
ولبئس أمر الفاجر المتعمد إن تقدموا نجعل قرى سرواتكم
حول المدينة كل لين مذود أو تدبروا فلبئس ما سافرتم
ولمثل أمر أميركم لم يرشد وكأن أصحاب النبي عشية
بدن تذبح عند باب المسجد أبكي أبا عمرو لحسن بلائه
أمسى ضجيعا في بقيع الغرقد
إن تمس دار ابن أروى اليوم خاوية باب صريع وباب محرق خرب
فقد يصادف باغي الخير حاجته فيها ويهوي إليها الذكر والحسب
يا أيها الناس أبدوا ذات أنفسكم لا يستوي الصدق عند الله والكذب
قوموا بحق مليك الناس تعترفوا بغارة عصب من خلفها عصب
فيهم حبيب شهاب الموت يقدمهم مستلئما قد بدا في وجهه الغضب
من سره الموت صرفا لا مزاج له فليأت مأسدة في دار عثمانا
مستشعري حلق الماذي قد شفعت قبل المخاطم بيض زان أبدانا
[ ص: 553 ] صبرا فدى لكم أمي وما ولدت قد ينفع الصبر في المكروه أحيانا
فقد رضينا بأهل الشام نافرة وبالأمير وبالإخوان إخوانا
إني لمنهم وإن غابوا وإن شهدوا ما دمت حيا وما سميت حسانا
لتسمعن وشيكا في ديارهم : الله أكبر يا ثارات عثمانا
ضحوا بأشمط عنوان السجود به يقطع الليل تسبيحا وقرآنا
يا ليت شعري وليت الطير تخبرني ما كان بين علي وابن عفانا
ألا إن خير الناس بعد ثلاثة قتيل التجيبي الذي جاء من مصر
فإن يك ظني بابن أمي صادقا عمارة لا يطلب بذحل ولا وتر
يبيت وأوتار ابن عفان عنده مخيمة بين الخورنق والقصر
أتطلب ثأرا لست منه ولا له وأين ابن ذكوان الصفوري من عمرو
كما اتصلت بنت الحمار بأمها وتنسى أباها إذ تسامي أولي الفخر
ألا إن خير الناس بعد ثلاثة وصي النبي المصطفى عند ذي الذكر
وأول من صلى وصنو نبيه وأول من أردى الغواة لدى بدر
فلو رأت الأنصار ظلم ابن أمكم بزعمكم كانوا له حاضري النصر
كفى ذاك عيبا أن يشيروا بقتله وأن يسلموه للأحابيش من مصر